درس نبوي جديربالتأمل والتفكر

درس نبوي جديربالتأمل والتفكر:

فتح حصن خيبر.

بداية قارئي الكريم لاتتضايق. نحن فقط نقرأالتاريخ ونتأمل. ولاننقرطبلاللطاخ طيخ،فنثير حفيظة كل طنبل.

وإلاالتاريخ تاريخنا، والرجال رجالنا. فلا الإمام علي(ع) ملكاللشيعة، ولاالصحابة الكرام ملكالأهل السنة.

والدرس النبوي الذي نحاول أن نستلهم منه، طريقة تعاملنامع الآخرين، هوفي طريقة تعليم الرسول(ص)لإصحابه والخلص ممن لازمه وكان قريبامنه.

نبي الله نعم كان بشرا، ولم يكن ملاكاأوذوطبيعة مختلفة عن بقية البشر. بمعنى نعم هويبتسم ويغضب ويسرويرضى وينفعل ويتضايق، ويأكل الطعام ويمشي في الأسواق، وحتى يشارك أصحابه أحزانهم وأتراحهم، وفي كل ظرف في حلهم وترحالهم...الخ من صفات بشرية.

لكنه مع صفاته البشرية، كان نبيايوحى إليه. وعندمايكون رسول الله(ص) مصدرالتلقي الوحي والتسديد الإلهي، يكون قد علافوق مستوى البشر، لينعته الحق بصاحب الخلق العظيم.

وعندمايقول الحق عن النبي الكريم: (وإنك لعلى على خلق عظيم) وهذاقرآنناالناطق بالحق، والذي لايأتيه الباطل.

من حقي أن أرفض أية صفة تسئ لنبيناالكريم(ص)، ولايهمني لوجاءت في أصح الكتب والأسانيد.

وكل ماذكرناه من صفاة أعلاه. نعم إتصف بهاالنبي الكريم، لكن كلهاكانت في طاعة الله ورضاه. فهويغضب طاعة لله، ويلعن طاعة لله، ويزعل طاعة لله....الخ.

وحتى لونسي، فنسيانه في طاعة الله. فإن قلت كيف يكون ذلك؟؟أطالبك بالدليل، على إن نسيانه كان في معصية الله.

مستحيل أن يحصل ظرف يكون فيه نبي الله في غيرطاعة الله. لأنه لوحصل ذلك لاسمح الله، سوف يسقط التكليف عن المسلم، في طاعة رسوله المقرونة بطاعة الله.

فهل عندكم دليل على طاعة لله غيرمقرونة بطاعة رسوله؟؟؟

نعم هناك مواقف وقرائن حصلت تاريخيا، حيث أمرالحق رسوله، بتغييرالحكم. يعني مثل نسخ آية بآية، أوننسها في قوله تعالى:

سورة البقرة - سورة 2 - آية 106

ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير

فعندمابعث الرسول(ص) سيدناأبابكربآية براءة. آتاه الوحي: آية براء لايبلغهاإلا أنت أورجلا منك.

وعندهابعث الرسول(ص) الإمام علي(ع) لياخذ منه آية براء، من أبي بكرلتبليغها بنفسه. وعندهاحزن أبوبكر، ليسأل الرسول(ص): إن كان قدنزل فيه شئ؟؟

قال له الرسول(ص): آتاني الوحي بإن آية براءة،أبلغهاأنا، أورجلامني. لكنك على خير.

هناوقفة تأمل. يبعث النبي بعثا(طبعابإمرمن الله) ثم يتغيرالوحي بتغييرالرسول من أبي بكرللإمام علي(ع). وهذاالمبلغ المكلف بتبليغ سورة براءة من سنخ النبي(ص).

وفي فتح حصن خيبر:

الكل يعي بإن نبي الله(ص) خاض المعارك والحروب، ويعرف القائد والقيادة. ويعرف من يختار، وماهي مؤهلاته.

وعندماأراد فتح حصن خيبر. بعث سيدناأبابكرلفتحه. فرجع دون فتحه.

ثم بعث عمرللقيام بالمهمة. فعاد كصاحبه دون فتحه.

وعندهاقال الرسول(ص): سـأعطي الراية غدا، لرجل يحب الله ورسوله ويحبانه، كراراغير فرارا، يكون الفتح على يديه.

فبات الكل يتطلع إلى ذلك الإختيار. وبهذا الخصوص قال الخليفة الثاني:

ماتمنيت الإمارة إلا في ذلك الموقف.

وعندالصباح بعث الرسول(ص) على الإمام علي(ع)، وكان مريضاأرمدا بعينيه.

فبلل عيني الإمام(ع) بريقه الشريف، قائلاله: سرعلى بركة الله منصورامؤيدا، وسيكون الفتح على يديك.

وفعلا سارالإمام علي(ع) وفتح حصن خيبرداحيابابه الشهيروقاتلا لمرحب.

وهكذاعاد الإمام(ع) بالنصرللمؤمنين، وكماوعد الرسول(ص) وفائزا بلقبي: حبيب الله ورسوله، وداحي باب خيبر.

ووقفة التأمل هنا، تكمن في تصرف نبي الله(ص). والحكمة من إرسال من كان يعرف نتيجة إرساله. ثم الآخروأيضا يعرف النتيجة، ليقول أمام أصحابه: سأعطي الراية غدا لرجل يحب الله ورسوله ويحبانه، كراراغيرفرار، يكون الفتح على يديه.

نبي الله يقوم بكل تلك الأمور، من باب التذكير، وفق نص ألآية الكريمة: فذكر* إنماأنت مذكر* لست عليهم بمصيطر*

يعني يريد أن يعرف المسلمين أهلية وكفاءة من أختاره لتلك المهمات التي لايقوى عليها إلا هوأورجلا منه. وكله بأمرالله.

وبعد ذلك أنتم أحراريامسلمين. فبلاغي لكم تذكيرا. وأنتم من سيتحمل نتيجة عمله أمام الله.

وهكذا هي تعاملات المسلم مع أخيه المسلم، وفق منهج الرسول(ص):تذكيراوليس تقريعاأوتعزيرا.

وآخردعواناأن الحمد لله رب العالمين.